المحطة

كن أقوى من الأمل

لا تحزن إذا ما وصلت إلى محطة القطار متأخرا ووجدتها فارغة والهدوء يسري داخلها، أتمنى ألا تيأس أو تفقد شعاع الأمل أو ذلك الخيط الرفيع الذي يربطك بالأحلام..

لذا، كن حالما، كن مبتسما، كن متفائلا، كن إيجابيا فاليأس هو أفظع عدو للحلم والدفاع عن فرصة تحقيق. إذا ما سئلت عن وجهتك أجب بأن القطار هو من يحدد مصيرك، وأن أحلامك تدافع عنك كما أن وجهة نظرك هي الخيط الرفيع للتشبت بالغد والنظر من باب المحطة إلى نقطة الانطلاق، فالقطار قادم لا محالة، لذا فلا داعي للقلق.
ربما الزمن كفيل بتحقيق الذات والنضج، لا تدع مجالا للتحسر على الوقت الذي فقدته لتحقيق أحلامك فهو درس لعدم تكرار الخطأ، حتى القطار الثاني هو مصير حلو المذاق رفيع الذوق جميل النطق؛ربما يكون القادم أجمل ويصير الواقع أحسن، فالحياة هي محطات مختلفة منها ما ننجح فيه ومنها ما نفشل به، والفشل في حد ذاته نجاح فعند التعثر أو الوقوع نتعلم الوقوف والصمود والمقاومة، لذا كن أقوى من الأمل وتعلم التروي والإصغاء.

أنصحك أن تدع هدوء هذه المحطة لحظة تأمل ونضج لإعادة ترتيب الأوراق، هذا إهداء لكل من يعاني من هذا الداء، أتمنى لك ان تجد الدواء.
حاول أن تكون أسعد الناس، وأول خطوة لتكون سعيدا هي أن تحافظ على ابتسامتك دائما وأبدا، وأن تتلقن أول درس من الحياة: القدرة على كتم ما يخالج القلب وعدم الإفصاح به لأي أحد، وألا تجابه مباشرة المشاكل والصعاب، وكل هذا لن يتحقق إلا إذا كنت ماكرا كالتعلب وذكيا كالذئب ومنافقا كالإنسان وأن تكون سجين مخيلتك كالكاتب.
حاول ولا تحاول، أقصد حافظ على نشاطك اليومي وكن فخورا بما أنت عليه ولا تتنازل عن أحلامك وقاتل لتحقيق رغباتك وذلك من خلال مسايرة التيار؛ لا تعانده، ولا تنكسر، كن صارما مع ذاتك متسامحا مع نفسيتك متفهما لرغباتك ولا تكن متسامحا مع من يؤذيك لأنه قد يرى تسامحك معه ضعفا منك.
من هنا ما مضى فات، وما ذهب مات، فلا تفكر فيما مضى فقد ذهب وانقضى.

المحطة

سهام حجري

صحافية و مديرة نشر بمجلة مغربية عربية و رئيسة جمعية ,حاصلة على الاجازة في الصحافة و ايضا على ماستر تواصل ثقافي كما سبق لي ان اشتغلت بالعديد من المواقع الالكترونية و الجرائد الورقية و ايضا عملت في اذاعة فاس الجهوية و بالتلفزة المغربية لفترة وجيزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *