سيفعلونها أيضا لكن لا تأبه

اصنع المعروف وارمه في البحر

ماذا دهاك؟ أنكروا معروفك مرة ثانية أليس كذلك؟ أنكروك أنت أيضا؟ كأن شيئا لم يكن أليس كذلك؟ جفوا وأنكروا محبتك وصنيعك؟ كل ما فعلته لأجلهم صار في خبر كان؟ كل ما ضحيت به من وقتك وجهدك ونفسك لأجل إتمام مهام لهم أو تقديم يد العون لهم صار رذاذا في طي النسيان؟

أعرف أنه من الصعب عليك أن تستيغ ذلك، لكن لو أمعنت النظر قليلا وفكرت بروية ومن زاوية مختلفة قليلا، لوجدت معروفك أجدى نفعا لك أكثر. ماذا ستربح؟ ستربح هدوءا كبير، رضا رب وامتلاء كفة، نور صدر وراحة بال، انتعاش في الصدر والفؤاد  وراحة عجيبة للضمير.
لماذا تتكدر، تندب وتتحسر، ألست ترى جزاء الله أحسن الجزاء، ألست ترى الطمأنينة والسعادة التي تغمرك حين تسدي معروفا وترى الفرح يترقرق أحيانا بالدمع في عين الآخر؟

لم تفهم بعد؟ لأطرح عليك أسئلة بسيطة إن جابهتني بإجاباتها، خذ أذنك قلبك وخاطرك، وافعل مايحلو لك.
أجبني، ألم ينكر بنو إسرائيل قوم موسى فضل الله عليهم بأن جعلهم ذوي شأن ورفعة على الأرض وأن فضلهم على العالمين؟
ألم يتبدلوا المن والسلوى بالبصل والقثاء؟ ألم يكافئوا كل معروف الله حين نجاهم من الغرق بأن اتخذوا عجلا من صنع عبد إلها؟ ألم يذهبو شأوا بعيدا في ذلك بأن اتخذوا له نبيه وكلمته عيسى إبنا؟
ألا ترى أحفادهم الآن يعيثون في الأرض فسادا، يغتصبون الضفة، يحاصرون غزة، ويدنسون الأقصى؟ بل وتطال أيديهم كل سوء تقريبا على وجه البسيطة؟
لا تأبه، لا ضير، ستريك الأيام بالفعل أنه مهما صنع الإنسان معروفا، وزكى علما، كتم سرا وفرج كربة وغما، لا ولن يعطى شأنه ولا جزاءه اليوم، فهم ميالون للنكران والجحود؛ لكن، ومع ذلك، لا تأبه، فعلها قوم موسى أنكروا، لكن فضل الله عليهم لم ينقطع، على الأقل أنت لا تعطي ماهو لك، بل ما أنت موكل فيه، لذا كن ثابتا لا تنقص معروفك، ستجازى يوما وتبتهج أيما ابتهاج وإن كانو سيفعلونها كما فعلها قوم موسى.

سيفعلونها أيضا لكن لا تأبه

محمد حميدي

طالب و مدون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *