بقايا نجم أحببته

غَزَل من متيم ولهان لغزالة الغزلان

استيقظ من حلمه فوجدها أمامه.. ذات الجمال الطبيعي الخلاب..

لم يستطع أن يتمالك نفسه بوصفها، كيف لا وهي أجمل وأصفى من جمال وصفاء الكون.. تعابيرها تتحدث عن فتاة ليس كمثلها شيء.. عيونها العسليتان تفطن كل من يراها.. لؤلؤتان متناغمتان فيما بينهما تجسدان طيبة نفسها وأخلاقها وسمو روحها.. تفاصيلها الدقيقة لا تغدو أن تكون تفاصيل ملحمية تجعل منها شخصا تستفرد بجينات ربما جاءت من نجم بعيد عن عالمنا المرئي.. نجمة جاءت من متاهات الكون البعيد.. تتنافر فيما بينها مكونة أجمل نساء الكون…

عبثية الحياة سقطت أمامها بحسنها وحسن أخلاقها وذكائها.. حواجبها مقوسة كقوس قزح نشأ بعيدا عن عالمنا.. ذاك النجم الذي انشطرت جزيئاته وذراته لم يرد أن يتحول إلى ثقب أسود أو سوبرنوفا بل أراد أن يمرر جزيئاته في الفضاء لتستقبلها هي فقط.. فهي لا تشبه النساء على الإطلاق.. تحير في فك شيفرة وجهها المشع كإشعاع أكبر شموس الكون وجاذبيتها التي تفوق جاذبية أعظم نجومه..

أنفها نعم أنفها بشكله المارن اللين الذي يتوسط جمال وجهها يتحرك في عالم من الهيستيريا.. وجنتاها كمرآة ترى فيها مستقبل فتاة عظيمة.. كصفائح معدنية مصممة خصيصا لرؤية أبعادها التي يشع نورها من أقطار الفضاء.. تحير في وصف جمالها كحيرتك في معرفة ماهية المادة المظلمة التي تشكل سبعين بالمائة من تشكل كوننا.. كلامها يتناثر من فم لولبي مشكل خصيصا لكي ترى فيه نسمة من العبير الطاهر.. تستنشق جماله من حركاته البطيئة التي تعطي سحرا غامضا لكلمات تذوب عند سماعها.. لك أن تتخيل مدى سحر قبلة تهبها لك على خدك .. لتتناسى كونك وسط عالم محسوس فتسافر عبر المجرات وترحل بعيدا لتصل إلى تلك النجمة التي استنبطت منها جزيئاتها ولكي ترى مدى سحر تصميمها…

النظر في شعرها الأسود الانسيابي الساحر الذي يستأنس بالمكوث على كتفها يجبرك على محاكاته وتجسيده كسلام سرمدي تسبح وسط دواليبه.. خصاله المتناسقة تجعلك لو تستطيع أن تجبره على تغطية تفاصيل حياتك.. وتعيش في بحر من حب هاته الفتاة الذي لا آخر فيه أو أول..

أحببتك وأحببت النجمة التي صنعتك…

بقايا نجم أحببته

وسيم زرقطوني

طالب باحث ومستشار في مجال التكنولوجيات

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *