حال يقظة

لحظات تمر على النفس البشرية

أن تخرج من ضيق الظلماء إلى النور، أن تكتشف الحقيقة وتدرك الوجود وتشعر بالمعنى، المعنى من كل مايحدث، أن تلامس روحك جوهر الحياة، أن تستفيق من حال يقظتك الوهمية، أن تعرف بعد طول أمد أن ماعشته للآن وماستعيشه بعد الآن مايمثل إلا كتابك، كتابك الذي ستقرؤه بين يدي ربك الكريم وفي حضرة ملكوته الجليل في ذلك اليوم العظيم، فكيف سيكون غلاف كتاب حياتك …؟ هل سيكون جذابا فعلا …؟ أم أنه بعيد كل البعد عن تجليات الجمال وعبقه؟ ماذا ستحوي سطوره …؟ هل ما فيه يستحق أن يذكر على وجه الافتخار والاعتزاز …؟ هل حقا ستواجه نفسك بما فعلته واقترفته وافتعلته وصنعته …؟ هل تلك الأشياء مبدعة مرهفة …؟ أم أنها محض أخطاء تراكمت ولم تعرف للتوبة مسلكا ..؟ أسئلة كثيرة ترد في الصدد المتحدث حوله … هل الدنيا تستحق حقا الفناء من أجلها والتخلي عن المعنى؟

والإنسان في هذه الحياة تعصف به لحظات كثيرة بجميلها وقبيحها، سهلها وصعبها؛ لحظات تغير فيه شيئا وتحدث خطبا في روعه، تفعل فيه فعلها وتبث فيه جوهرها وروحها. لاأحد يعلم ماينتظره ولا يمكن له ذلك حتى لو تمناه فاللحظات تأتي على حين غفلة من أنفسنا، تفاجئنا بغتة أو قل تفاجأ أنفسنا بها فتحدث. ويحصل أن يحدث حدث ما أو موقف تتعرض له، يحاصرك دون علم مسبق فيبدر منك تصرف يجعلك في مابعد تستعجب نفسك تسائلها وما لها من جواب، كيف لي أن قمت بذلك؟ أحقا أنا هو ذاك الشخص المرتكب لما قد سبق أم أنه مستنسخ لي يشبهني ظاهريا فقط؟ هل أنا فعلا تلك الذات التي أقدمت على الجريمة إن سميناها كذلك؟

ويبحر الإنسان في قفص اتهاماته وتعجبه في نفسه في لحظة صار فيها شخصا آخر لايعرفه، بل كيف له أن يعرفه،
فذلك هو تأثير اللحظة المغيرة التي يصادم فيه المرء نفسه، وتلك حقا لحظة الاستكشاف الحقيقية للذات والنفس.

حال يقظة

Exit mobile version