حربك

خطاب تحفيزي للمضي قدما تحت كل الضغوط

بعد مدة من المحاربة والقتال المستميتين تفكر في الاستسلام ووضع السلاح جانبا، أو الوقوف لبرهة من الزمن لتتأكد أنه لا زالت لديك قوة الاستمرار، أو على النقيض اختيار الانسحاب كأفضل حل عند نفاذ الزاد والعتاد.

تجلس في نفس المكان منعزلا تشاهد شريط حربك هاته منذ البداية، تحاول استرجاع ذكرياتك ومواقفك وتفكر فيما إن كانت صائبة أم أنك تنظر لها الآن من جانب آخر. حرب بينك وبين نفسك، حرب استوجبت الخضوع للوصول إلى الهدف والمراد فلا شيء سهل المنال اليوم، وحتى لو وجدته جاهزا لن تستمتع بلذته أو لن تنتبه لوجوده في الأصل، فالبرغم من النتيجة فإنها تجعل منك شخصا آخر في النهاية.

“يبدأ الشريط من أول خطوة لك بكل مبادئك ومعتقداتك ثم تبدأ بالتنازل وطرح تلك الأخيرة واحدة تلو الأخرى لتتسلح بأخرى ظنا منك أنها الأمثل أمام تلك القديمة التي لن تساهم إلا بفشلك من اللحظات الأولى.
تليها إذن مرحلة اتخاذ القرارات الحاسمة، هنا توقف الشريط وتتمعن جيدا، تحاول إيجاد الثغرات وفك كل الشفرات التي لم تنتبه لها أنذاك أو عجزت عن تقبلها؛ وهذا لهو أمر طبيعي فخبرتك الآن لا تقارن بتفكيرك أنذاك، بل حتى تفكيرك هذا تغير عشرات المرات إن لم نقل بالمئات.
تعاتب نفسك وتتحسر على أفعالك، تفكر فيما قد يحصل لو تغير كل شيء لتتيقن بعدها أن نقطة ضعفك أصبحت مصدر قوتك، ولولا غباؤك وفشلك لما أتممت حربك وتمسكت بحلمك.

تنهي الشريط ثم تسبح في بحر التفكير في مستقبلك المجهول وفي القرارات والمعارك التي تنتظرك، هل ستخوضها بشغف وتنتظر النتيجة أم ستنسحب بغرور خوفا من الوقوع أمام الملأ؟!
مهما كان اختيارك فلا يهم، لأن حروبك لن تنتهي مادامت روحك عالقة بداخلك، والفرق حينها يكمن في مدى شغفك وحبك لحياتك وما تختاره، وفي ثقتك بنفسك وقراراتك.

وسأنهي حديثي قائلة: “نقطة ضعفك اليوم هي قوتك غدا، فخلف كل عثرة ينبثق الأمل، يكفي ألا تستسلم أبدا وتثق بنفسك لتصل إلى هدفك وتغير كل أخطائك”.

حربك

وئام حمادي

طالبة هندسة ومدونة