عندما تأبى الروح في أثر حبر منقطع

خواطر عن الحياة والنسيان

في هذا الزمن، زمن البهتان والعميان، زمن النظرات الخفية والأقنعة الجلية، ذهبت الحياة إلى الهاوية تعبث بمصير البقية، إلى متى ستظلين ضحية الأغلبية دون شفقة ولا روية؟ متى سيستيقظ أصحاب العقول الراقية ويحتذو بمن هم أكثر سجية؟ هل الحياة تستقوي علينا أم نحن الضعفاء؟ أم نحن من لم نعد نقوى على هاته الحياة؟

الحياة كلعبة الشطرنج، هي الرقعة ونحن كالبيادق نتواجد وسطها، فإما مكسب أوخسارة؛ الحياة كالبورصة، صعودا ونزولا، فهي كورقة اليانصيب إما أن يبتسم لك الحظ أوتغوص في أعماق الخسارة ..
نحمل وهنا على وهن، دون أن نسأم، فلطالما خاننا الزمان دون أن يستأذن منا أو نأذن له، ونسي أننا نعيش بتوقيته،فأين النظر وأين الانتظار؟ من أعلى شرفات حياتنا نراقب بصمت عمرا تخترقه لحظات.
دعني أذكرك بما مضى،بما جرى،وبما سيجري، وما سيستقبلنا به الحاضر.

فهل دواء النسيان بحد ذاته قد يكون داء؟ لعلكم تتساءلون أين دواؤه وداؤه؛ ثمة نسيان دون تذكر نسيان فيه شيء من الراحة يخول للذاكرة ان تمحي بعض التفاصيل ونسيان لا يستحق أن نذكر حتى نونه وسينه ربما كان عن سوء اختيار أو ذكرى موت عزيز صعبة النسيان ظلت محفورة في وجداننا.
هاته الحياة أضحت مثل ذبذبات القلب المضطرب والمناضل المضطهد والولد المتشرد.

إن أصعب الأشياء أن تتخلى عنك نفسك حين تحتاجها، حين تحتاج لكلماتها الداخلية الصامتة، فلا شيء يلامس هذا الفؤاد سوى نوبات من الإكتئاب.غربة في الجسد والنفس، وضياع عميق في طيات هذا الاغتراب، ظلام يظهر لنا بجلاء؟ ظلام… ظلام…أم هو ليل نعانقه في صمت؟

فما الليل؟ كلمة صغيرة أعماقها كبيرة، دقيقة وغريبة، في النفوس أحيانا مريبة: الليل هو زمن النسيان عند الأغلبية، وزمن التذكر والانكسارعند ذوي القلوب الضعيفة المرهفة، ما بالك أيها الليل، أيها المظلم والمنجلي؟ هل سئمت من لباسك الغامق القاتم لونه؟ أم أنك فقدت صلب ردائك الواقعي؟ صلب السكينة والهدوء، صلب الطمأنينة من ضوضاء النهار المتعب، والشقي، ما العمل إذن؟ هل نركب عربة الرغبة ونعيش تحت وطأة البهجة ؟!
لكن لا تحتذي بسيرة معتقلة نفسها بل بمتحررة فكرها ومذكرها.

عندما تأبى الروح في أثر حبر منقطع

هند العنيكري

طالبة بالمدرسة العليا للأساتذة،شعبة اللغة العربية شاعرة ومولوعة بسبك الأحرف وكاتبة حرة مدونة