تحديت خوفي

تحدي الخوف تحد للنفس

حل الليل، ظلام كاسح وهدوء يصم الآذان؛ وأنا قررت الليلة أن أواجه أكبر مخاوفي، النوم لوحدي دون أنيس غرفة…!! لطالما كنت أنام بجوار والدتي بسبب خوفي ومعتقداتي حتى سئمت من حالي، إلى متى سأبقى هكذا خائفة مذعورة كل ليلة؟ لا أعلم هل بإمكاني النجاح أم لا، المهم أني سأواجهه.. اليوم في زمن الكورونا الذي أصبحنا نخشى فيه المرض قررت التخلص من عقدتي الأزلية…

استلقيت مغمضة عيني محاولة السيطرة على خوفي والانغماس في النوم بسرعة؛ بدأت أشعر بوجود شيء بجانبي، أحاول جاهدة السيطرة على نفسي، لكن ككل مرة تملكني الخوف وفجأة تحققت جميع مخاوفي، فإذا بي أري فتاة تشبهني تماما تنظر إلى عيني بكل ثقة وأنا أرتجف خوفا، ماذا عساي أن أفعل، هل أواجهها؟ هل أوجه بصري نحوها وأتحدى نظراتها؟
نعم لقد حان الوقت..

سألتها في خوف: “من أنت؟ ماذا تريدين مني؟ كيف أجعلك تذهبين؟”، ردت علي بهدوء وبنظرة شاحبة مرعبة: “أنا خوفك ويبدو من اصفرار وجهك أنك تخافين كثيرا”. أجبتها بدهشة: “لم أتوقع أن تكون مخاوفي حقيقية وأن هناك كائنا حقيقيا يسمى الخوف، نعم أنا شديدة الخوف تجعلينني أتخيل أشياء مخيفة أسرح في ظلماتك”.

ابتسمت قائلة: “أنا لم ولن أؤذيك أبدا، أنا أتواجد فقط عند كل خائف ضعيف الإيمان، كيف لي تركك وأنت متشبثة بي، لا داعي للخوف والذعر فما هذا إلا وحي أفكار ومعتقدات ظلت راسخة بك منذ الصغر، ليس عليك الخوف فأنت أكبر مني، كوني مؤمنة بالله سبحانه ولا تخافي أحدا غيره فوحده تعالى الضامن الحامي الدافع للشر والأذى. والآن بما أنك تحليت بالشجاعة للحديث معي ومواجهتي، فقد حان وقت رحيلي وأنا واثقة أنك لن تخافي مرة أخرى”.

فجأة أحسست بيد حانية توقظني، نعم إنها أمي، لقد حان وقت الصلاة. نهضت من فراشي منشرحة الصدر فرحة مبتسمة؛ فأنا أخيرا استطعت مواجهة عقدتي الأزلية. سألتني أمي مستغربة: “ما سبب فرحك أخبريني؟” أجبتها: “لقد تغلبت عليه ياأماه..لقد تحررت ولم أعد أسيرة الخوف بعد الآن”.
ومن يومها أدركت أن أكبر عدو للإنسان هو الخوف الذي يسكن قلبه ويؤرق ليله وهو مجرد هواجس وأفكار متطفلة وجب التخلص منها.

تحديت خوفي

هاجر العلاوي

إجازة في الإقتصاد