إلى البعيد جدا

الله لا ينسى الطيبين

عندما ضللت الطريق، بدا كل شيء متشابها؛ الأيام، الألوان، الوجوه… كل شيء…
من بين كل الجموع المظلمة، كنت أنت مضاء، كان ذلك نور الله فيك
علمت أنه لا ينسى عبدا ضعيفا أوابا إليه،
لن ينساك.. ولن ينساني…
كنت حينها شخصا فارغا من الحياة، شخصا قاوم طويلا وتناسى أنه إنسان قبل كل شيء.
هل يحملنا الله فوق طاقتنا؟ أبدا.

كنا نسير على نفس الدرب ربما، بما أننا التقينا، لكنك كنت -رغم الثقل في قلبك الصغير- مبشورا بطريقة جنونية، شخص تنبت الزهور من لمسته، لأنك كنت تملك سر السلام، قادرا أن تمنح الآخرين شيئا عظيما…”الشغف
ذلك ما كنت أحتاج… شيئا يوقظ كل النائمين داخلي ويحيي جنية الإلهام التي غادرتني طويلا… كنت أحتاج “الشغف” حتى أعود حية مرة أخرى..
هل تفعلها من أجلي؟

أتساءل دوما كيف يمنحنا الله قدرة عجيبة نخيط بها جروح الآخرين ونحن ثكالى؟ ذلك أن بعض الخيبات فينا لا تشفى ولكنها لا تقتلنا رغم كل شيء، هناك في كل قلب مقبرة، زهرة لم يكتب أن تعيش طويلا وأشواك تحارب الزمن، داخل كل قلب أشياء لا تحكى ولكن الله يعلمها… كقلبك أنت..

تذكرتك وأنت تقول لي أن “الله لا ينسى الطيبين”تمنيت أن أكتب من الطيبين وأن يراني الله أكابد عناء العيش لحظة بلحظة، أردد النداء في جوف الليل دون ملل أن امنحني صبرا واجبر كسوري يا رحمان…

عرفتك طفلة لا تفقه في الحياة شيئا وأنا اليوم عشرينية حبلى بكل أحلامي المؤجلة، تثقلني الخيبات ومع ذلك أقاوم ببراءة طفلة لم تعرف من الحياة سوى ابتسامات الحب، سوى حلوى المكافآت التي تأتي بعد جهد طفولي عظيم. كبرت كثيرا لكنك لم تتغير، مازلت بكل الحمل الذي يثقلك، تستقبل سذاجتي بابتسامة وديعة وتحدثني بالإيمان الذي يغمر قلبك حتى أرضى […]

إلى البعيد جدا

وفاء لغزاونة

طالبة هندسة و مدونة