ما اختارته لنا الحياة

النتائج الكبرى تنبني على إرادة مفاجئة في لحظة فارقة

يقولون أن الحلم يتعاظم في العقل ليستقر في القلب يصعب استئصاله بعدها؛ ويقولون أن الحلم الكاذب الذي يزرع في قلبك وردة خير من الحقيقة الصادقة التي تغرس في قلبك شوكة، حتى وإن انقضى واندثر تلاشى واستتر.

لاتدع اليأس ينشب أظفاره الحادة في روحك لا تجعله يبعثرها، يحرقها، يدميها ويوهنها لأننا في نهاية المطاف يتوجب علينا اتخاذ قرار حاسم؛ قرار التقدم والمضي قدما، قرار اللا تراجع واللا تقهقر، وحينها سينجلي الطريق أمامك واضحا شاسعا شفافا لا غبار عليه، ستتضح المعالم والأفكار والغايات والمقاصد لأن الأعمال المصيرية تحتاج إلى قرار بسيط، كما أن النتائج الكبرى تنبني على إرادة مفاجئة في لحظة فارقة.

لا تفكر في الخطأ أو في الوقوع في الخطأ، بل لا تدع الأفكار أصلا تصل لدماغك ناهيك عن أن تعشش فيه، أساسا الجميع يخطئ لكن الأخطر هو التمادي فيه والتعالي عن تصحيحه وتقويمه، أو أن تدرك الاعوجاج والانحراف ولا تسويهما.. فاعلم حينها أنك تستجلب الشقاء لنفسك وبعدها ستغرق حتما في المنغصات والمكدرات، ستتخبط في المصا ئب وستعيش في رعب لا يريم؛ هؤلاء الأشخاص تجسمت مخاوفهم وأصبحوا يعيشون بأنفاس لاهثة وعيون جاحظة وقلوب قانطة.

المهم هو أن تكف عن الخوف والعجز والوهن، كل هذه المخاوف والهموم أبعدها نَحِّها لتتلاشى واحدة واحدة، وأقم الصرح الشامخ الموطد في قلبك، صرحا تأسس على الشجاعة على المبادرة على العطاء والتفاني، حينها فقط حلمك سيصبح حقيقة أو أقرب إليها، وستصل يدك إليه لتتحسسه وتتلمسه وتضمه إلى صدرك.

إن الأماني والأحلام لا حدود لها فهي تتجدد كل ساعة مع التطور الحثيث والإغراق في ابتداع الكماليات.
وفي النهاية، لا يسعنا القول سوى أن دهورا من العطش البشري التواق والمتقد اتقاد شمس الأفق البعيد هي التي تملأ الكون بالنور وتقطع دياجير الظلام القاتمة، ولا بد من مكافأتها وتثمينها بارتواء أشد جنونا، ارتواء يحمل في طياته انتصارا وينشر ورودا في ساحات النضال الشامخة.

ما اختارته لنا الحياة

كوثر هنوش

طالبة بالمدرسة العليا للأساتذة تخصص علوم الحياة والأرض