انهمرت دموعي

عن ألم الفراق والشوق للأب

الجمعة 13 يناير 2017 على الساعة 01:45 مساء، اتصلت بي والدتي لتخبرني أن والدي انتقل إلى دار البقاء..!! صدمة ما بعدها صدمة…

لقد مضت أربع سنوات، كان والدي يصارع الموت، بكل بساطة، سجلت صوته لكي أستطيع الاستماع إليه في كل مرة أشعر بالاشتياق.. ربما هذا أكثر ما أفتقده!

نعم فقدت والدي، لم أكن مستعدة لتلك اللحظة بتاتا، في البداية شعرت بفراغ كبير بداخلي.. رغم أنه لم تنزل الدموع من مقلتي إلا أن قلبي كان ولا زال يغرق فيها، كنت أرى الحياة تنهار بأشكال مختلفة، أرى نفسي أحترق من الداخل، منذ اليوم الأول لرحيله وحتى هذه اللحظة، لم يتغير حجم قلبي ولا ما بداخله.

أعتقد أن عقولنا أصغر بكثير من استيعاب الفقد، كأن الليالي الموحشة المليئة بالبكاء لا تفي بالغرض، ولا تنفع للصبر، نمرض حينما نفتقد أغلى شيء، ولا نتعافى أبدا مهما حيينا.. رائحة موت أبي لازالت عالقة في ذاكرتي، هيبة العزاء وألم الفقد، نظرة الشتات، الحزن والبكاء وارتعاش النبض.

أظن أن الجرح يتجدد كلما تذكرت تفاصيل رحيله فيصبح أشد حرقة وألما، أظن أن مشاعري في كل دقيقة تتجدد.
الأيام تثقل روحي، أستيقظ كل يوم بوجه جديد، كأنني بالأمس كنت فتاة واليوم عجوز منهكة.

أعتقد أنني تجاوزت أيام فقد أبي الأولى بلطف كبير من الله، والآن واليوم وفي كل يوم أبكي كأنها ساعات فقده الأولى.
أحاول أن أتأقلم وأستوعب الغياب والفراق وأتعايش معهما لكنني لا أستطع فأنا عاجزة عن فعل أي شيء، عاجزة عن تخطى تلك المرحلة رغم أنه قد مرت أربع سنوات بالتمام والكمال.

أريد أن أبكي فقد اشتقت إليه كثيرا، اشتقت إليه وإلى كلماته، ولكنه لم يعد معي اليوم؛ رحمك الله يا أبي وغفر لك ضحيت من أجلي بالكثير وأنا لم ولن أنسى ما فعلت من أجلي مهما مر الزمن..

ولا توجد كلمات تعبر عما في داخلي، ولا يسعنا سوى أن نرضى بقضاء الله وقدره فالموت علينا حق لا مفر منه. ولا أجد أفضل ولا أكرم من ختم كلامي بقول: “أحسنوا لمن تحبون فإن الشوق بعد الموت لا يطاق”.

انهمرت دموعي