رحلة البحث عن المجهول

هواجس وخواطر

تراودني الكثير من الأسئلة وتنتابني الحيرة، حاولت مرارا وتكرارا أن ألقى جوابا منطقيا واحدا على تساؤلاتي ولكني حتى الآن لم أجد!

سؤال طغى على ذهني وهو دائما متكرر.. ترى من يكون ذلك المجهول؟
وجهه غير مألوف لي، يرتدي أقنعة مختلفة، أمره مريب للشك!
يعيش بشخصيات عدة ويمثل أدوارا متنوعة وغريبة في آن واحد !
لا أحد يستطيع فهمه بتاتا!

يتصنع واقعا مختلفا تماما عن واقعه، يدعي التزيف، يعيش في عالمه الخاص، عالم من وحي الخيال!
يحب الانعزالية، ويكره مواجهة العالم الخارجي!
بداخله صراعات وهزائم متتالية، يخوض أصعب المعارك الشرسة مع ذاته.
يشبه المنفى تماما، مشرد عن وطنه، يحاول أن يجمع شتاته بأي طريقة!

سألته ذات مرة وألححت عليه بالسؤال فأجابني: ستعرفين فيما بعد..!
هكذا يكون جوابه دائما بلا معنى، دون أي تفسير، ويرحل بعيدا.. مختبئا خلف ظله الوهمي.
لقد استغرق وقتاً طويلاً في رحلته، رحلة في البحث عن ذاته، أما آن الأوان لمعرفة الحقيقة؟

سادني الفضول، قلت له: دعني أخمن قليلا..
هل أنت ذلك البطل الذي يختفي فجأة في كل رواية، أم أنك النص الوحيد الذي لم يفهمه البعض؟
أم أنت الصراع الدائر بين الواقع والوهم؟

يصاب بالملل والإحباط فيعاود الرحيل مجددا وهو غاضب مني!
قال لي قبل أن يرحل: لعلي لن أعود ثانية إلى هنا. أرجو أن تعتني بنفسكِ جيدا، هل تريدين شيئاً مني قبل أن أذهب؟
قلت له: أرجوك اعذرني.. امنحني فرصة أُخرى!
لم أتمكن بعد من فك شيفرتك، لم أعثر حتى الآن على تلك الإبرة العالقة بين كومة القش التي قد توصلني إليك!
يرد علي ببرود بعدها قائلا: لا بأس! سأمنحك فرصة أخيرة، معك بضع ثوان فقط!

حسنا، لقد انتهى الوقت! هل وصلتِ إلي؟ هل وجدتني؟ هل استطعت حل الشفيرة المعقدة التي استعصت عليك طوال هذا الوقت؟
رددت عليه قائلة: لا، أنت غريب جدا، لطالما كنت بارعا في فنون التواري خلف ستار الغموض، لدرجة أنني حتى الآن لم أعرفك، أتعبتني حقا، فمن أنت؟

رحلة البحث عن المجهول

مروة ابراهيم

مدونة فلسطينية