عبق الماضي ”الجزء الرابع”

السباق ليس للأقوى بل للأذكى

لقراءة الأجزاء الثلاثة السابقة:

عبق الماضي الجزء الأول

عبق الماضي الجزء الثاني

عبق الماضي الجزء الثالث

———————————————————–

كنت دائما حائرا بين شيئين؛هل أنا مسير أم مخير؟-عصفورين بحجرة- سؤالين لهما إجابة واحدة،عندما ينصب الكل في سبات السواد أستفيق كأني كائن ليلي متفرد عن بني جنسي.

كائن بحاجة لمعرفة ماهية الشعور ومعرفة كل تلك العوالم التي لطالما أردت معرفة خباياها المجهولة، عند كل لحظة تفكير يراودني عقلي للجوء إلى الأحروف فمن سأجد غيرها والكل غارق بمستنقع الحياة البائس الذي صرت أكرهه أشد الكره وفجأة تتدفق الكلمات ببساطة كأنها تيار المحيط أعجز عن التحكم بها لدرجة تجعلني أتساءل عن مصدرها لتصبح الكلمات جمل مشكلة كيانا كأنها قطعة موسيقية تحتاج إلى اللحن والمغنى.

هكذا تمر الحياة، سابقا كنت أظن أنه إذا أردت العيش والإستمتاع فمن اللازم اتباع القيم والمبادئ لكن لما صرت أتمعن بمن سبقوني أجدهم مثلما يحكي عنهم معارفهم ظلوا متشبتين بالأخلاق والقيم وماذا تلقوا مقابل هذه الأشياء سوى حياة الذل والقهر والبؤس لدرجة ينتظرون ساعة الموت للخلاص والإختفاء للأبد.

لما كل هذا الإنحطاط وكره الذات والمحيط بصفة عامة،بالفعل لقد صدق أحدهم هكذا هي طريق الأخلاق والقيم والمبادئ ظننت أنه مجنون لكن كما يقول المثل الشعبي : سول المجرب لا تسول الطبيب.
إذا كانت هذه القيم مستقبلا ستجعلني كالآخرين فأني سأسقط الباقي عسى أن أصحح المسار وأتعلم من السابقين.

بالفترة الماضية. تجردت من إنسانيتي قليلا ومنذ ذلك العهد استخدمت هذا المبدأ مع الجميع بدون استثناء لم تعد المجانية تنفعل بوقتنا هذا.

أصبح لكل شيء مقابل وثمن مثل أي سمسار همه الأول والأخير الربح من استغلال الفرص ومعاشرة من تريطني بهم مصالح لا غير.

علم أني سلكت الطريق المعاكس لكن الأقدار والظروف من مهدت لأضع أقدامي وأسلك هذا المسار أصبحت جلاد بصفة إنسان يتقصى أثر السابقين من أصحاب العفة والأخلاق، الآن صرت بملعبهم ولم تعد الكفة مائلة ومن ثم كل المشاكل تصبح لديها حلول سواء بتلك أو أخرى…

عندما تتكرر النكسات يجب الإبتعاد ليس لأننا انهزمنا ولكن من أجل الراحة وتجديد الطاقة والحيوية فمع كل مجهود ضائع يكلفنا الكثير لكن عند تجاوز الحد الأقصى يصبح الإختفاء ضرورة للعودة بعزيمة أقوى و إرادة أكبر.

فيصبح من كان ينتشي بفوزه يطلب العفو، أما الملائكي من استهزؤوا به ونعتوه بالغرور لصمته و كتمانه وهم لا يدرون أن وراء ذلك الصمت والكتمان سحابة سوداء أسطورية مكونة من حكاية قاتلة.

بالماضي أصبح كابوسهم المخيف، يصبحون مثل أكباش الفداء التي ينتظر الذئب واحدا منها وهو الذي يتربص بالقطيع وعندما يقع الإختيار عن التائه يتمنى الرحمة من الذي يتضور جوعا.

هنا يمكن وضع مقولة السباق ليس للأقوى بل للأذكى، فالنجاح لا يتطلب المهارة ولكن يتطلب كيفية المحافظة على الصدارة،أصبح يفعل كما فعل الأخرون يتسلل نحوهم كأشعة الشمس التي تشع بالمكان وتجعله يحيى من جديد يمتص ويتقوى من خلال طاقتهم الإيجابية حتى وبعد ذلك يرميهم كما يرمي أي شخص بطارية المصباح عندما تنتهي ويتسلل نحو الأخرى وراء كل فعل دافع وبداخل كل منا شخصية لا نعرفها سوى نحن مع أنفسنا وهي الروح التي بداخل أجسادنا الصافية والطاهرة رغم كل الحقد والكراهية تظل ثابتة بداخلنا ألا وهي الإنسانية التي بداخلنا لعلي بأحد الأوقات كنت إنساني لأقصى درجة لكن دون دون فائدة…

لعل الفجر يدق أبوابه ومازال الجميع نيام إلا أنا، لعل تفكيري ينقسم بين نتيجة الإنتقام وبين الضحايا المقبلين لكن الكل تافه وهم أنفسهم أخذت منهم التفاهة. تفكر في أشياء تافهة صدقني …مهما كانت مهمة حاليا ستصبح بنظرك تافهة وبلا قيمة.

عند الإبتعاد ستجد نفسك في جلسة خاصة بينك وبين نفسك ملقيا العديد من الأسئلة على سبيل المثال ما الذي كنت أقول أنه يجب علي تحقيقه عندما أكبر وأرى الآن ما أفعله بنفسي، ستأخذ نفسا عميقا ثم تضحك وعندما تتوقف عن الضحك ستشعر ببعض الأسف حول العديد من الأمور وستقول بداخلك ” هل حقا كنت أفكر بشأن مثل هذه الأمور المملة ؟

نعم وكلامي موجه للجميع بحكم التجربة ليس لمرة واحد ولكن للعديد من المرات صدقوني، لذا يا من تقرؤن كتاباتي البائسة هذه أغمضوا أعينكم المرهقتين من النظر نحو الخلف وضعوا أحلامكم الجميلة بمكان داخل عقولكم وتأكدوا من ان تجعلوه صافيا تماما واذهبوا نحو عالمكم الخاص كيفما شاء بجميع أنواعه حيث ستجد نفسك جوهرك المفقود وبوصلة حياتك وعند هذه النقطة ستجد نفسك مخيرا لتحقيق أحلامك وكافة الأشياء التي تريدها أم مسيرا من خلال اتباع العقل لأجل تحقيق الذات والقضاء على كل من قام بتوجيه الأصابع نحوك لكن من كل هذه الأشياء كن أنت، فقط أنت …أنت وحدك …وحدك لأنه بنهاية المطاف ستكون وحيدا.

لعل أبرز لحظة هي عندما يضعون فوقك التراب وبعد ذلك يذهب كل واحد ليكمل دوره بمسرحية الحياة سواء متجرد من إنسانيته ومبادئه أو ثابتا على اخلاقه وقيمه.

يتبع…

عبق الماضي ”الجزء الرابع”

Exit mobile version