علمني ابني الصغير معنى التسامح

يجلس على اريكة، ويشاهد قناة تلفزية تبث اطوار برنامج يتحدث عن التسامح بين الاديان،
يتحدث الفقيه عن اهمية الاسلام ومدى التسامح الذي كان يعيشه المسلمين مع الديانات اليهودية والمسيحية، ويُصر الفقيه على ضرورة التسامح بين الأديان بمعنى ممارسة الشعائر الدينية والتخلي عن التعصب الديني والتمييز العنصري.
فجأة يدخل ابنه الصغير الذي لا يتجاوز عمره العشر سنوات يحمل في يده كتابا،

يقوم الاب من مكانه، يُسائل ابنه عن ماهية الكتاب الذي يحمله، يجيب الابن على انه وجده ضمن كتب تم التخلص منها في احد المزابل،
يأخد الاب الكتاب فيجده “انجيلا“، أحس بريبة وخوف شديدين، امسك به وفي قرارة نفسه اصابته الحيرة،
بصوت مرتفع ووجه غاضب قام بصفع ابنه الصغير،
ثم صرخ في وجهه ” ايها الغبي انه كتاب المسيحيين“، انه من العار ان تحمل هذه النجاسة، سأقوم بحرقه.
توجه الى المطبخ اخد قبسا من نار ثم بدأ بحرقه، وقبل ان تشتعل النار في الكتاب، تحدث ابنه الصغير والدموع تملء عينيه ” او ليس الانجيل كلام الله المنزل على سيدنا عيسى، انك يا ابي ترتكب ذنبا “، تريث الاب قليلا وتوجه بنظره نحو ابنه، ثم نحو الكتاب الذي بدأت النار تشتعل في غلافه، ثم قال لابنه ” انه ليس بكلام الله انه مزور“، اجابه الصغير ” لكن يا ابي هناك بعض التراتيل به، كلام الله ولم يمسسها تزوير وقد اخبرنا المعلم انها تشبه القرآن “.
اصيب الاب بالذهول امام ابنه الذي بدا وكأنه يلقي محاضرة تطبيقية في التسامح الديني، لم ينطق الاب بكلمة، ثم تابع ابنه الحديث،
” ا تتذكر يا ابي الخبر الذي انتشر حول قيام احد المسحيين بحرق القرآن، لقد غضب المسلمون وخرجوا في مظاهرات في جميع انحاء المعمور، ماذا سيكون رد فعل المسيحيين ان ابصروك تقوم بحرق كتابهم، سيكون نفس رد فعلنا، لقد كان رسولنا يا ابي يحترم باقي الاديان ويدعو الى احترام كتبهم، واحترام شعائرهم”.
لم ينطق الاب بكلمة وأخد الكتاب واستغفر ربه، ثم قبّل ابنه.
هنا تحدث الصبي قائلا ” اريد ان اخبرك يا ابي، على انني كنت اعلم انه كتاب “الانجيل” وان المكان الذي ألقي فيه هو مكان نجس، واحتراما مني له وددت ان اجعله ضمن مكتبتك الخاصة”.
هنا قام الاب بتنظيف الكتاب واودع له مكانا ضمن كتبه، بل انه وضعه جنبا الى جنب، بجوار القرآن.
استدار الاب نحو ابنه وقال ” اتعلم ما الفرق بيني وبينك يا بني، انك تطبق ما جاء به الاسلام من تسامح، اما أنا فأحتفظ لنفسي بما هو نظري فقط، رحم الله من علمك “

علمني ابني الصغير معنى التسامح

Exit mobile version