غـزة: سجـن شبّت فيه المقــاومة

| الإعلام = التستر

|رسالة لك أيها القارئ

|غزة

|غزو بري

| المقـاومة والاحتــلال

…………………………

يصحو الأطفال على صوت الرشق في الديار، وتنهض معهم الرغبة في الغلبة والانتصار، توالت الأيام وأغلقت أبواب غزة في حصار، كبد القصف يهوي على الشهـداء والجرحى فيغرقون في دمائهم بالجوار، ترعرع الصغار ليصبحوا نابغين كبار، تغذوا على مناظر الرعب التي تزيد عجزهم فأضحوا جُسُرا ذو قرار، نظموا عملية سموها “معركة طــوفان الأقصــى” لاسترجاع حقهم بإصرار، يرد الاحتـلال صارخا بحوار: “غزة شنت حربـا وما لنا خيار“، ثم يقطع جميع أساسيات العيش مبررا:” نتعامل مع حيوانات بشرية” ظانا أنه أزاح عنه العار، يحذو في طرق همجية لا يستوي أمرها للعاقل كالمستشفيات التي أراد بها دمار.

| صبيحة اليوم الخامس من عملية “طــوفان الأقصــى“: بحلقتُ في شاشة الهاتف لوهلة ولم يكن ذلك سوى نتيجة لتقززي من تغريدة مرت علي بينما أتصفح الأخبار بمواقع التواصل الاجتماعي، ما أتذكره بشكل مقتضب هو ما أثار سخريتي بصراحة:” المدنيين في غزة توفـوا…المدنيين في إسرائيـل (يقصدون المناطق المحتلة لفلسطين) قُتلـوا”، صرفت نظري عن بعض المهازل الأخرى والكثير من المعلومات الخاطئة التي زعمَتها بعض المنصات الإخبارية بدون حقائق، لكن بطلانها ثبت وأزالوا تلك المنشورات بالفعل. شدني موضوع الإعلام هذا، وكنت قد أبصرت فيه ثغرات كثيرة لا تعد ولا تحصى.

| الإعلام = التستر:

مواقع التواصل الاجتماعي : لا يخفى عن الجميع ما هو حاصل الآن من حجب للمحتويات الخاصة بالقضية (يبدو أن التحديثات الجديدة أكثر صرامة في هذا الشأن من سابقتها، لذلك لا تحدثوا هذه المنصات)، سيجعلك الأمر تتهم نفسك بالجنون أحيانا عندما تظهر رسالة صغيرة في الجانب الأخير من الهاتف تسألك عن مشكلتك وسبب حذفك للمنشور بينما أنت لم تفعل لكنك على كل لن تجد أثرا له! فقدت ذاكرتك على الأرجح أيها القارئ، أو أن الخوارزميات ستتكلف بإزالته تحت مسمى “محتوى حساس“.

يقول الإعلامي جاكسون هنكل : ” لقد كذبوا عليك بشأن فيروس كورونا ، لقد كذبوا عليك بشأن روسيا جيت، لقد كذبوا عليك بشأن حـرب أوكرانيا . لكن هل تعتقد أنهم يقولون لك الحقيقة عن الصراع الإسرائيـلي الفلسطيـني؟ “.

وبالمناسبة هو نفس الشخص الذي كشف زيف صورة نشرها حساب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث ادعى الحساب أنها صورة لجثة متفحمة ليتضح أنه تعديل من الذكاء الاصطناعي على صورة جرو! و طبعا قبل أن يتبين الأمر كانت تسمى عملـية إرهـابـية منسوبة ل” حمــاس” الذين بالمناسبة ظهروا في شريط فيديو يعاملون الأطفال الأســرى كما يرعى الآبلء أبنائهم ،شتان بين وبين.

واقع الصحافة والمراسلين: أثناء القصـف توفي عدد كبير من المراسلين والصحافيين، ناهيك عن قطع الأنترنت والكهرباء وكل الصعوبات التي تتوقعها عندما تفكر في وضعية غزة والصحفيين المتواجدين هناك حاليا، لكن على النقيض الآخر، هل سمعت بتدمير محطة إخبارية في الأراضي المحتلة؟ قطعا لا.
مراسل شبكة بي بي سي أكد أن الصحفيين الذين كانوا يغطون الهجوم على إسرائيل تعرضوا للاعتداء والاحتجاز تحت تهديد السلاح من جانب الشرطة الإسـرائــيلــية!

| رسالة لك أيها القارئ :

بينما تتمتع بحق النشر والحديث عن القضية بكل حرية غيرك في داخل فلسطين يتهم ويجر للتحقيقات جرا بسبب منشور، بينما أنت تستطيع التصريح بالحقائق، هناك جهات تعمل على التضليل والتستر. لذلك؛ إدعم بتوضيح القضية وإيصال الصوت للعرب والغرب، إدعم بفهم القضية فهما صحيحا، تعليمها، والحديث عنها. لا تخبرني أن عدد أصدقائك لا يتعدى الثلاثة، فليكن! خير من لا شيء، لا تصمتوا عن الادعاءات الكاذبة وصدقوني النشر والمقاطعة سلاحان كبيران ( وإلا لم تكن لتوضع كل هذه الميزانيات لأجلها) فلا تستغني عنهما أبدا! لا تستهن بهذا الأمر فصوتك المبحوح خير من أن لا يسمع لك همس.

| غزة:

“ليتني استيقظتُ يوما فوجدت البحر قد ابتلع غزة” (-إسحاق رابين- رئيس وزراء سابق لإسرائيل).

تخيل مدى صلابة هذه البقعة الارضية الصغيرة التي تضم مليوني قاطن (قبل عملية الإبادة) في مساحة لا يتعدى طولها 41 كيلومترا و عرضها 12 كيلومترا. إنها غزة ؛ الخوف الحقيقي للاحتلال.

| غزو بري:

” نحن في الواقع ننتظر غـزوا بريـا إسـرائيـليـا، لأننا لا نستطيع مواجهة الطائرات المقاتلة الأمريكية من السماء . لدينا رجال أقوياء على الأرض …يمكنهم مواجهة أي تهديد ! ” (-موسى أبو مرزوق- قيادي في حمــاس).

| المقـاومة والاحتــلال:
• من كان يظن أن المقـاومة سيدخلون عسـقلان بحرا؟ من كان يظن أنهم خططوا بكل دقة لهذه العملية؟ أن لا تمتلك أحدث الأدوات وأكثرها حدة وقوة لا يعني أن لا تمتلك الشجاعة، اعتادوا على حمل الحجارة وكبروا ليرشقوا بغيرها. الواحد منهم يقاتل ألفا ببسالة وفي المقابل ألفا يقاتلون الواحد بمئات الرصاصات بينما يسقط منهم الذعر قنطارا.
من قعر السجن يخرجون لك خطط تسلب العقل من روعتها، يدافعون بكل الأدوات التي يملكونها، وكلنا على علم بالفرق الشاسع بين الأدوات الحربية لحمــاس والصهــاينة، لكن هذا لم يمنعهم على أي من تطبيق العملية، هذه غزة التي يغزو حبها فؤاد المسلمين أجمعين.

•أكدت حركة حمــاس سابقا التالي: ” تتجنب المقـاومة المدنيين وتستهدف فقط المنظومة العسكـرية الإســرائيــلية في معـركة طــوفان الأقصــى”، في المقابل يقوم الاحتــلال بما يلي: تجويع، تعطيش، قطع الكهرباء والأنترنت، تدمير للبيوت والمستشفيات في غزة بدون توقف والآن تهجير أيضا أو عفوا “إجلاء” ، وما لا يتقبله العقل تهجير أكثر من 1.1 مليون شخص في أربع و عشرين ساعة! لا و يتم قصفهم في طريقهم للتهجير ايضا!

مستشفيات غزة و مستشفيات الأراضي المحتلة: تم قطع الكهرباء، ولا أجهزة طبية بلا كهرباء، باختصار إن لم تمت من القصف فستموت حتما بسبب عدم وجود موارد الاستغاثة، أعتذر لم أذكر أن الماء أيضا منقطع، إذن بكل بساطة هذا عمل على الإبادة الجماعية. يركز الاحتــلال على المدنيين بشكل خاص، بينما صبيحة اليوم مر علي خبر إطلاق سراح مستوطنة إسرائيلية وطفليها من طرف المقـاومة!

ينام مصابوا الاحتــلال على الأسِرّة، و ينام جرحى غزة على الأرض الباردة للمستشفيات، تستخدم أمهر الطرق لخياطة جرح يد في مستشفياتهم، ولا وجود للماء لمعالجة قطع يد في غزة، ينقل ميتهم بأحدث أنواع السيارات، بينما شهـداء غزة يوضعون في “ثلاجات آيسكريم “، عن أي حقوق إنسانية نتحدث نحن الآن!

| فضفضة:
أمسى لون البحر أحمر من فرط الدماء التي لم تستطع الرمال تشربها لوفرتها، و تتدمر غزة معها أيضا. ما نشاهده على المحطات الإخبارية من قتـل مستمر، قـصـف متواصل، ومن جثث نزيح عنها البصر من فرط ما تقشعر أبداننا من منظرها، هذا كله واقع معاش، حقيقة تعيشها غزة يوميا، كل ساعة وكل دقيقة، و لك أن تضع نفسك أيها القارئ في نفس الموقف! لم يتركوا لابشر ولا حجر، حتى سيارات الإسعاف لم تسلم لا هي ولا المسعفين، فيموت الذي كان جريحا والذي كان يعمل على نقله وإسعافه. ما يحدث في غزة ليس بجديد، فقد سلبوا عوائل أطفالهم وشبابهم وحتى شيوخهم على مر السنين، ألقوا بالصواريخ متى ما أرادوا وتحكموا في أساسيات العيش في غزة كيف ما أرادوا. كبرنا ونحن نسمع عن القصف في غزة، الأسر، والتعذيب، كبرنا وعيوننا تبصر شناعة ما يفعله الصـهـاينة، كبرنا ونحن ندعم الحق وننصره.
شهدنا في الأيام السابقة مواقف ستكتب بسطور من دماء في كتب ومجلدات التاريخ، لذلك حافظوا على هذه الذكريات في أذهانكم جيدا لأنها قصص يستحق أن يتذكرها الإنسان ويروي عنها الكثير.

أخيرا لا تنسوا إخواننا في غزة من الدعاء:

اللهُمَّ انصرهم ولا تنصر عليهم ،اللهُمَّ لا ترفع لليهــود في فلسطين راية، ولا تحقق لهم غاية.

Exit mobile version