ما حقيقة الحظ

نستعمل كلمة الحظ كأنها كلمة يقع مفهومها في عدد أحرفها، بل في الواقع كلمة الحظ أكبر بكثير مما يعتقد الكثير. إذا كنت يا صديقي تستعمل إحدى هذه العبارات “لم يكن ليفعل ذلك أولا الحظ”، “لا أملك الحظ الكافي للقيام بذلك”… وإذا كنت تختصر سبب فشلك في عدم امتلاكك الحظ الكافي، وتعتبر نجاح الآخر سببه الحظ، يجب عليك مراجعة طريقة تحليلك لهذه المواقف إذا كنت تطمح لتحقيق أهدافك، وكل ما تخطط له، وإلا كانت النتيجة هي الجري دون حركة.

يا صديقي للمضي قدما عليك أن تقتنع بأن الحظ ما هو إلى سلسلة من الخيارات التي تحددها بشكل يومي لتصل إلى نتيجة معينة، والتي تتحرك من خلال درجة سيطرتك عليها، فيمكن تحريك هذه الخيارات لصالحك أو لطالعك. أقصد بالخيارات هي خيارات تحددها بشكل واع أو غير واع، لأن بعض التصرفات تكون عبارة عن خيارات غير واعية اعتدى تكرارها بشكل يومي حتى تصبح مسيطرة على حياتك بصورة إيجابية أو سلبية، وهذا كله من شأنه أن يرفع أو يخفض من احتمالية الوصول للنتائج المرغوبة، وأقول أيضا إن الحظ هو الإنجاز العديد من المهام والأمور الضرورية التي بإمكانها أن تزيد من مجموعها الكلي الوصول إلى مرادك. وكما اتفق العديد من الناس الناجحين على أن الحظ هو عندما تلتقي الفرصة بالتحضير المطلوب، أو بتعبير اخر الحظ هو عندما تأتيك الفرصة، وتجدك على أتم الاستعداد لاغتنامها. لا أريدك أن تخلط بين مفهوم الحظ والقدر؛ لأنهما مفهومان متباعدان جدا، القدر باختصار هو نتيجة خارج سيطرتك مثل وفاة أحد الأقرباء أو وراثة ثروة كبيرة(…).

لأن إليك الخطة المحكمة والأشبه بالخلطة السحرية للحصول على المزيد من الحظ الحقيقي الذي يتحقق بسبب مجموعة من الأسباب المنجزة، فعليك العمل إذا عل أربعة جوانب: التحضير، الموقف، الفرصة، العمل.

التحضير: يقصد بالتحضير هو النمو الشخصي الذي يكون من خلال تحسين نفسك، وتجهيز نفسك باستمرار في جميع جوانب حياتك، من مهارات، معارف، خبرات والعلاقات بالإضافة إلى القيام بما يلزم للاستفادة من الفرص التي ستساعدك في هذا النمو

الموقف: هو طريقة تفكيرك، نوع العقلية التي تملك، كيف تحلل المواقف والظروف؟

الفرصة: الفرصة عبارة عن شيء جيد تلتقيه في طريقك أمر غير مخطط له قد يأتي على نحو سريع أو العكس…

العمل: هو القيام بشيء حيال أمر ما، ما يعرف ب “السبب” والتصرف بناء على ما تريد تحقيقه باتباع سلسلة من الإنجازات ا المهام.

إذا قد اتضح لك الآن الفرق بين أن تصبح غنيا أو سعيدا أو مفلسا أو حزينا هي الخيارات التي تتخذها طول حياتك؛ لأن لا شيء آخر سيحدث فرقا، وكل شخص لديه الفرصة ليكون محظوظا، بالتحضير واتباع تطورك في معادلة الحظ، التحضير، الموقف، العمل والفرصة.

اكرام لعويدي

فتاة عشرينية تحب الغوص في مجال علم النفس و الفلسفة، محبة للتأمل، القراءة و الكتابة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *