في رحلة الحياة: من المنزل إلى القبر

في رحلة الحياة، نحن جميعًا نسير بخطواتٍ ثابتة نحو المجهول. فنحن لا ندري ما تخبئه لنا الأقدار في طياتها، ولا نعلم ما ينتظرنا في المقابر السوداء التي تنتظر فيها كل إنسان. ومع أننا ندرك بأن الوجهة النهائية هي القبر، إلا أننا غالبًا ما نتجنب التفكير في هذه المحطة الأخيرة.

ولكن بعض الأحيان، يأتينا الحزن يسرق منا شيئًا من الحاضر، ويذكرنا بأن الغد قد يكون مشؤومًا. رحلة ميت من المنزل إلى القبر تبقى مؤلمة، فالوفاة هي فصل نهاية حياةٍ تجتاحها الأحلام والطموحات.

في طريق الرحيل، تصاحب الروح الحزن والغموض. تراقب كل لحظة تمر كالموج المتلاطم، تحمل معها ذكرياتٍ جميلة وأماني لم تحقق. ترى وجوهًا حزينة تعكس أشياءً لم ينطقوا بها، وتسمع أصواتًا تنطق بالوداع دون أن تعرف كيف ترد عليها.

كل خطوة نحو القبر تزيد من الثقل على القلوب. ندرك أنه لا رجوع بعد الآن، وأن كل ما سنحمله معنا هو الحنين والذكرى. نتساءل عن قيمة حياتنا وما مدى استفادتنا منها. هل كانت مليئة بالأحلام المحققة واللحظات السعيدة؟ أم أننا ضيعنا الكثير من الفرص والأوقات الثمينة؟

تصبح الحياة الآن مجرد وهم، والواقع ينقصنا بخيباته. نتأمل في الأمل ونبحث عن إجابات لأسئلتنا الكثيرة، ولكن قد تبقى إجاباتها مختومة حتى يأتي يوم المغادرة.

عندما يلامس جسد الميت أطياف القبر، يبدو العالم كله رماديًا. لا تبقى سوى الذكريات تحاصرنا، وهي تحمل في طياتها أشياء جميلة وأخرى مريرة. ندرك أن الحياة هي هدية قيمة، ولكنها تستمر بأوقاتها المحدودة.

في رحلة ميت من المنزل إلى القبر، نتعلم أن نقدر كل لحظة، وأن نحب بكل مافينا، وأن نعيش حياة مليئة بالأمل والإيمان. فالحياة ليست إلا محطة عابرة، والقبر ليس إلا بابًا يفتح على الدار الآخرة. ولنعلم أننا جميعًا سنلتقي بالقدر المُحتوم، وليكن ما تركناه خلفنا أثرًا جميلًا ينير طريق المحبة والنور للذين سيأتون بعدنا.

في رحلة الحياة: من المنزل إلى القبر

الشهبي أحمد

استاذ التعليم الثانوي التأهيلي ،روائي وكاتب رأي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *