هل حقاً المال لا يصنع السعادة؟

اهمية المال في حياتنا

دائما ما نسمع بين الحين والأخر مقولة “المال لا يجلب السعادة” هل هذا صحيح في عصرنا الحاضر؟ من وجهة نظري فهي مقولة لا أساس لها من الصحة وليست إلا هراء في هراء ومؤامرة اخترعها الفاشلون ماديا، فالذين يصدقون هذه المقولة تنطبق عليهم المقولة التالية “من يقول أن المال لا يشتري السعادة فهو لا يمتلك ما يكفي من المال“.وأن المال ليس كل شيء والسعادة المرتبطة بالمال لا تدوم طويلا وأنها لا تنهي مشاكلنا.. كيف ذلك إذا كان حقا المال لا يشتري السعادة! ألا يعتبر أداة فعالة لتقليل الحزن في الوقت الحالي وأكرر مرة أخرى في الوقت الحالي. كم عدد الأطفال الذين يعانون المجاعة ويموتون يوميا في مجتمعاتنا العربية؟ ونقول المال لا يشتري السعادة!
كم عدد العائلات التي تبيت في الخيام ولا تجد مأوى؟ والمال لا يشتري السعادة
!كم من شاب أراد ان يكمل نصف دينه ولم يجد مالا ليدفع مهرا لعروسه؟ وطبعا المال لا يشتري السعادة..

حتى إنفاق المال على الأخرين في صورة تبرعات خيرية للفقراء يزيد السعادة في نفسك لقول الله تعالى: “وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِى ٱلْجَنَّةِ خَٰلِدِينَ فِيهَا“-سورة هود الآية 108- فقد ربط الله السعادة في الآخرة في الآية بأعمال أهل الجنة فالصدقة والزكاة والنفقة في أوجه الخير من أحب العبادات إلى الرحمان وذلك يحتاج بالضرورة لوجود المال الذي له أهمية عظيمة في الدين الإسلامي، فهو قوام الحياة وهو نعمة من عند الله.

ولا يزال الكثيرون يقولون إن السعادة لا تشترى بالمال ربما هذا صحيح ولكن الصحيح أيضا أن المال يسمح لك أن تعيش حزنك برفاهية، فبعض الأشخاص لديهم طموحات وأهداف تحقق لهم السعادة ويستطيعون شراءها بالمال أما البعض الاخر لا يمكن للمال أن يحقق سعادتهم.

لا أحد يمكن أن ينكر أن المال عامل مهم جدا حيث أنه ضروري لتلبية احتياجات الإنسان المختلفة مثلا: يمكن للمال أن يوفر لك رعاية صحية جيدة كيف ستكون صحتك جيدة إذ لم تمتلك ثمن الدواء وإن أصبحت مريضا خاصة الأمراض المستعصية التي تكلف أموالا باهظة.

ويوفر أيضا الطعام والملابس والمنزل والسيارة والتعليم في أفضل المدارس والجامعات والسفر لأي مكان ترغب به فالمال يلهي المرء عن تعاسته، حيث توصلت دراسة أجريت في جامعة “بريتيش كولومبيا” الكندية إلى أن الدخل المادي المرتفع لا يرتبط بازدياد مقدار السعادة التي يشعر بها الشخص لكن يرتبط بشعوره بالحزن بشكل أقل. وفحص الباحثون بيانات 12ألفا تم تسجيل معلومات دخلهم الفردي فقالو ما يشعرون به ولاحظوا أن الاشخاص الذين كانت مداخيلهم أعلى لم يشعروا بزيادة في السعادة اليومية لكنهم سجلوا معدل حزن أقل يوميا ونشرت نتائج الدراسة في علم النفس الاجتماعي وعلم الشخصية حيث خلص الباحثون إلى أن المال قد يكون أداة فعالة أكثر للحد من الحزن؛
لذلك يجب أن نتوقف عن الكذب على أنفسنا بقولنا ان المال لا يشتري السعادة ..
لأنه في الحقيقة يفعل أو على الأقل يكون سببا في ذلك.. بالمال تستطيع أن تشتري أشياء تجعلك سعيدا
كيف ستكون سعيدا وأنت غارق في الديون؟
كيف ستكون سعيدا وأنت عاطل عن العمل؟
كيف ستكون سعيدا ولا يمكنك توفير لعائلتك ما يحتاجون؟
هناك عدة أمور أساسية تكون سببا لتوفير حياة كريمة للإنسان وبدونها يتعب ويشقى، فالمال يسهل الحياة ببساطة وإنكار هذا سخيف، فيمكننا رؤية المال من زاوية مختلفة وهي زاوية أن المال مهم جدا، في حياتنا العملية بشكل عام تماما كالأكسجين الذي نقوم بتنفسه حيث لا يمكن العيش في هذا العالم بدون مال.

منطقيا السعادة هي الإحساس بالبهجة والسرور عند تحقيق الهدف ومصدر السعادة يختلف من شخص لأخر ولكن دائما ما يتدخل المال بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

فمثلا: الفقير يرى السعادة في الغنى بالمال.
المريض يرى السعادة في الشفاء والمال يشتري الدواء.
السجين يرى سعادته في الحرية والمال يدفع للمحامين.
والمكتئب يرى السعادة في السفر والمال يشتري له تذكرة السفر لأي مكان يرغب به..
الطالب يرى السعادة في النجاح والمال يشتري الكتب ويسمح له بالدارسة في أفضل الجامعات العالمية..

ويقول سفيان جادالله: “إذا كنت فقيرا ستكون مقهورا ومغلوبا على أمرك”. ويضيف “أن نظرة الناس، وإن تغيرت حول مفاهيم السعادة ومسبباتها الأخرى، كالعلم، والصحة, يظل المال هو العامل الرئيسي لتحقيق تلك الأشياء. وتؤكدسمر حميدي” : أن المال هو سر السعادة لأن المال يجعل العائلة والأصحاب حولك لإسعادك فبدون المال لن تجد أحدا حولك وخاصة في يومنا هذا لا يوجد شخص ينفع ويقف مع الأخر وإذا سقطت في يوم من الأيام لن تجد أحدا حولك حتى شريك الحياة فمن الممكن أن يتعاطف معك الأهل لفترة وبعد ذلك سيظهر عليهم الملل.

إذا كان المال لا يحقق السعادة فما هو سر بؤس الطبقة العاملة الضعيفة، فالسعادة دائما مرتبطة بالأجواء والظروف المحيطة بالفرد، والمال خصوصاً إذا كان وفيراً يخول لصاحبه حياة كريمة، فالدنمارك تتربع على عرش أكثر دول سعادة وذلك يرجع إلى رفاهية الشعب الدنماركي وارتفاع الدخل الفردي وأيضا فقد استخلص الطبيب “مارتن سليجمان” وهو رئيس جمعية علماء النفس الأمريكيين ومن زعماء علم النفس الإيجابي علم السعادة وجد من خلال مئات البحوث أن الأشخاص الذين يعيشون حياة ثرية وأكثر إرضاء هم الأكثر سعادة بخلاف الذين يعيشون فقرا مدقعا يكون نصيبهم من السعادة قليلا.

نحن لا نشتري السعادة بالمال من أجل الجاه وشراء المجوهرات أو بغرض التباهي وما إلى ذلك، بل لأن المال يعطينا وسيعطينا الكثير من الخيارات التي يمكن أن نستعملها للحصول على السعادة الممكنة
وأخيرا المال يصنع شيئا من السعادة فهو يشتري لك الأساسيات وما انت بحاجة اليه.

خلاصة القول المال عامل من عوامل السعادة والسعادة لها عدة عوامل، وهو يتيح لك حرية الاختيار فهو أداة للسعادة ويمكن أن يكون أداة للشقاء حسب طريقة التعامل معه، لذلك يجب أن تتحكم فيه أنت ولا تترك له المجال ليتحكم بك.

هل حقاً المال لا يصنع السعادة؟

شيماء القوري الجبلي

طالبة علوم إعلام وتواصل ، مدونة في مدونة آفاق وايضا في مدونة وكالة انباء تركيا وكاتبة صحفية مع مجلة انسان واكتب في موقع مقال ومعاني .

تعليق واحد

  1. بسيطه عندما لاتفهم شيء من قوانين هذا العالم المصنوعة من خالقه، فسوف تخلق لنفسك قوانين ساذجه ،
    فلو نظرنا للقانون خالق هذا العالم سنجد ان السعاده مرهونةٌ بالعمل لكسب رضاه وجنته ، وكسب رضاه وجنته قد يكون في اي امر مباح اذا استطعت تحويله لعباده، عن طريق ضبط النيه والسعي،
    فالمال ليس هو مصدر السعاده ولا مصدر الشقاء، بل السعادة بيد خالقها ولكن خالقها وضع في بعض الأمور نوعا من المتعه وليست مستحبه كما في السعي، بل قد تكون مباحه أو قد تكون محرمه وكلاهما إدمان، أحدهما متعه قليلة والآخر متعته شيطانية

    فسؤال، هل ستختار حياة المدمن أم ستختار حياة السعاده الأبديه؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *