من قال أن الرجال لا يبكون

حقائق وأمثلة

لا أحد يمكن أن ينكر أنه سمع وشاهد في صغره ولدا يبكي، ولكن ماذا تفعل أمه لكي تسكته وتهدئ من روعه؟! أغلب الأمهات يقلن لأولادهن في هاته اللحظة “لا تبكي فأنت رجل” أو “ستصبح رجلا والرجال لا يبكون”!!

هذه الجملة ناتجة عن فكرة لدى الأم والتي ربت عليها أولادها، وهي قد ماتت في قلوب الكثير من الرجال.
فمنذ متى كان البكاء مقياسا للرجولة؟! منذ متى؟! من أين استنتج هذا وما سببه وما أصله؟!

الرجولة لا تقاس بالبكاء من عدمه، الرجولة تقاس بالاحترام والوفاء وحسن الخلق..

ولقد كذب من قال أن الرجال لا يبكون ! بل إن الرجال يبكون أيضا!!
سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم كان يبكي، وبالأخص عام موت زوجته خديجة بنت خويلد وعمه أبي طالب؛ في ذلك العام بكى بكاء حارا حتى سمي العام بعام الحزن.

الرجال يبكون عندما تموت أمهاتهم لأن كلمة أمي وحدها من تشعرهم بأنهم ما زالوا صغارا مهما بلغوا من العمر وغيابها يُثري الشيب في الرأس ما بين ليلة وضحاها…
يبكي الرجال حين يفقدون آباءهم لأنهم في تلك اللحظة يصبحون هم الآباء وهم الأعمدة وهم السقف ووحدهم السند…
ويبكي الرجال حين يمرض أحد أبنائهم وفلذات أكبادهم لكن بعد أن يديروا ظهورهم حتى لا تراهم تلك العيون الصغيرة التي تستمد قوتها للشفاء من قوة آبائهم…

الرجال-لا-يبكون
صورة تعبيرية

ويبكي الرجال أيضا حينما يزوجون بناتهم، حين يضعون قلوبهم على صدر رجل آخر بعد سنوات من الرفق بتلك القوارير.
الرجل يبكي حين يخذله صديقه المقرب الذي كان في مثابة أخيه، وحين تموت زوجته التي كانت أمه الثانية وابنته الأولى قبل ابنته التي كانت سنده في الحياة,

يبكي الرجال.. نعم يبكي الرجال عند عجزهم عن تأمين لقمة أو لعبة أو أدنى طلب أو احتياج لأولادهم…
يبكي الرجال قهرا وغلبا وضيقا وخيبة…
يبكي الرجال لخشوع الله ولفراق وطن ولغياب أحبة!!
نعم يبكي الرجال ولكن دموعهم لا تنسكب من مقلة العين على الخد فيراها الجميع، بل تخرج من القلب وعلى القلب؛ وإن خرجت دموع الرجال أمام الكل فاعلم أن الهموم قد فاقت الجبال.

من قال أن الرجال لا يبكون

شيماء القوري الجبلي

طالبة علوم إعلام وتواصل ، مدونة في مدونة آفاق وايضا في مدونة وكالة انباء تركيا وكاتبة صحفية مع مجلة انسان واكتب في موقع مقال ومعاني .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *