اليوم أكملت لكم دينكم

فهل أتممنا نحن مهمتنا على أكمل وجه؟

اليوم نكمل لكم سلسلتنا الرمضانية وكلنا أمل ورجاء في أن تكون قد تركت بصمتها في شهركم الكريم الذي انصرف مبكرا، وقد حاولنا أن نتطرق لمواضيع مختلفة وجدنا بذرتها الأولى في آيات عزيزات من الذكر الحكيم.

اليوم نكمل سلسلتنا الرمضانية التي انطوت قائمتها المتميزة على 30 آية من اختيارنا واقتراحاتكم، فكيف لا يكون لآخر ما نزل من القرآن الكربم نصيب منها ؟ 

يقول الله تعالى في الآية الرابعة من سورة المائدة: {اِ۬لْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِے وَرَضِيتُ لَكُمُ اُ۬لِاسْلَٰمَ دِيناٗۖ}.

هذه الآية تستوقفني وقفة تصوف وتصور لحالي بعد مشوار طويل في هذه الأرض السعيدة، حيث أنني أؤمن أن حياتنا عبارة عن رسالة وجودية، فالأحرى أن نجعلها ذات قيمة! أتأمل في هذه الآية ويسرح بي الخيال لأرى نفسي أودع هذه الحياة الزائفة إلى دار البقاء، فهل سأكون حينها قد وفقت في رسالتي…؟ يؤرقني هذا السؤال… أخشى أن تكون سنواتي باهتة وفارغة من معناها الوجودي.. أتساءل عن ماذا قدمت لنفسي وللآخرين وللبشرية؟ هل عبرت السبيل وتيقنت من أن آثاري ماكثة من بعدي؟ هل أبليت حسنا في مشروع خلودي؟

 نعم يستطيع الإنسان أن يحقق خلوده بالقيمة المضافة بين ولادته ومماته، فقد يكون خلودك على شكل ابتسامة دافئة كنت تنثرها على العابرين والمقربين، ابتسامة لم تفارق محياك رغم تقلبات الحياة وقسوتها ومرارتها فأصبح الناس يرونها شعارك الأوحد قي حياتك وبعد مماتك، فيقولون كن مثل فلان رحمه الله، لم نره يوما عابسا في وجوه الناس …

قد يكون خلودك صدقة جارية تتشكل دعوات المستفدين منها على شكل ظلال فوق قبرك  الواسع المستنير، قد يكون خلودك في اختراع ينفع البشرية أعواما وسنين أكثر من عمرك بكثير… قد يكون خلودك في توليفة موسيقية تأسر الروح قبل الأذن… قد يكون خلودك في زهدك عن الحياة المادية وسعيك في سعادة الآخرين بكل ما أوتيت من مال وجهد وسعة خاطر، قد يكون مشروع خلودك كلمة يكون وقعها على القلوب ساحرا وعلى العقول مدعاة تفكر وتأمل!

ابحث عن مشروع خلوتك لتجد الطريق إلى مشروعك الأهم .. مشروع خلودك.. لم نخلق عبثا؛ حاشانا.. سيأتي اليوم الذي تصعد فيها الروح إلى خالقها، فهل ستكون حينها واثقا من أنك أتممت مهمتك على أكمل وجه ؟!

اليوم أكملت لكم دينكم