تنفس السلام وأسقط الأعباء

في لحظة من التفكير المستمر، يتبادر إلى ذهني عبارة بنجامين فرانكلين الذي يقول: “التفكير الكثير سوف يدمر مزاجك، تنفس واترك كل شيء يذهب”.

كلمات تخترق عمق الروح وتذكرنا بالضرورة الحقيقية للراحة والتسليم، في هذا العالم المليء بالضغوطات والتحديات، قد نجد أنفسنا ملتصقين بأفكارنا وقلقنا، معلقين في شبكة من التفكير المتواصل. ولكن قد يكون في الحقيقة الحلاوة في أن نترك الحياة تأخذ مجراها ونسمح لأنفسنا بالتنفس.في هذه اللحظة المميزة، نستدرج أنفاسنا بعمق ونسمح للهموم أن تغادر أروقتنا، نتعلم أن السلام والراحة ليسا في التمسك الحثيث بالمشاكل، بل في تركها تنصرف وتذهب.فلنمنح أنفسنا قسطًا من السكينة، ولنترك الأفكار تتبدد مع الريح، فقط في الاستسلام والتسليم سنجد السعادة الحقيقية، فلنعيش اللحظة ونثق بأن كل شيء سيكون بخير.

Overthinking
صورة تعبيرية

في طقوس الاستراحة والاسترخاء، ستشرق أشعة الأمل والبهجة، فالحياة تستحق أن نستمتع بها وأن ندعوا للحظات الجميلة أن تزهر في أرواحنا، فلنحلق في أفق الحرية والسلام، ولنترك كل شيء ينساب بلا عناء. فالتنفس يا صديقي هو مفتاح الحياة، اترك كل شيء يذهب، واشعر بأن الحياة تعانقك بحنانها وتعلن السلام، وتأكد أن اللحظات الهادئة هي التي تصقل الروح وتملأها بالبهجة والسرور.

في طيات التنفس والاستسلام، نجد السر الذي طالما بحثنا عنه.

فلنسكن في هدوء اللحظة ونعيشها بكل تفاصيلها، اترك الأفكار تغادر واستبدلها بأمل وتفاؤل يغمر القلب. فقط في هذا التناغم مع الحاضر، سنشعر بما يسمى بالسعادة الحقيقية، تذكر أن الحياة ليست سوى رحلة، وعلينا أن نحسن استمتاعها ونقبلها بكل ما تقدمه.

فلنتنفس بعمق ونسمح للهموم أن تختفي، ولنترك كل شيء يذهب بلا قيود، فنحن أقوياء وقادرون على مواجهة التحديات والبقاء متفائلين.

في النهاية، علينا أن نتذكر أن الحياة تحمل في طياتها الأفراح والأحلام، وأن السلام يكمن في قبول ما هو، والتفريق بين ما يمكننا تغييره وما يجب أن نقبله.فلنحتضن الحياة بكل ما فيها من صعوبات وأحاسيس، ولنبقى متجاوبين مع التغيرات ومرونة أمام التحديات.

تذكر، أنك قادر على التغلب والتأقلم، وأن السعادة تكمن في السماح للأمور أن تسير بطبيعتها.

فلنتنفس، ولنترك العالم ينجرف، ولنعيش بكل ما لدينا من قوة وتفاؤل، واحتضن دفء اللحظة وارسم ابتسامة على شفتيك، فالحياة تستحق أن نعيشها بكل مشاعرنا وأحاسيسنا.

تذكر، أنت لست وحدك في هذا الرحلة، والحياة تحمل دفئًا في كل مساء، فدع الأمل يملأ قلبك وتأكد أن السعادة ستحتضنك بدفئها المنعش، تنفس واترك كل شيء يذهب، فالحياة تنتظرنا بأذرعها المفتوحة لتمنحنا لحظات لا تُنسى.

تنفس السلام وأسقط الأعباء

الشهبي أحمد

استاذ التعليم الثانوي التأهيلي ،روائي وكاتب رأي

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *